-->
مكتبة الجاحظ مكتبة الجاحظ
روايات عربية

آخر المواضيع

روايات عربية
روايات عربية
جاري التحميل ...
روايات عربية

تحميل كتاب اتجاهات الشعر العربي المعاصر PDF

  كتاب اتجاهات الشعر العربي المعاصر

المؤلف : د. إحسان عباس




تمهيد

كانت النية تتجه حين أخذت في رسم حدود هذا البحث أن يكون دراسة مبسطة موجزة ، ولكن المطلين : التبسيط و الإيجاز قد يقعان في تعارض أحيانا ، فالتسيط مثلا يتطلب القدر اليسير من الأحكام النظرية والقواعد الفكرية، والإكثار من الأمثلة و المقارنات، والإيجاز يعني الإكتفاء بأمثلة قليلة ، ثم أن التبسيط في ميدان الشعر المعاصر ناشب - طواعية - في أنواع مختلفة من الصعوبات ، قد يكون غاية في ذاته، حين يراد تقريب هذا الشعر للقراء ، ولكن هذا لا يعني أن عملية التبسيط سهلة ، أو أنها ممكنة في بعض المواقف.

ثم أن من يريد أن يكتب بحثا في " اتجاهات " الشعر المعاصر، يحتاج إلى أن يكون بين يديه دراسات عن أفراد الشعراء، وآلا ذهب - كما ذهبت -  يدرس كل شاعر على حدة، ليستخلص من تلك الدراسة المطولة بعض الظواهر التي يدرجها تحت عنوان " الإتجاهات " و هذا يعني أنالبحث المبسط قد استغرق جميع الجهد المبذول و الوقت الطويل في عدد كبير من دراسات غير مبسطة.

ثم أن تقريب بحث ما إلى أكبر عدد ممكن من القراء يعتمد على المنهج نفسه الذي اختاره المؤلف، وقد اخترت منهجا لا يعد في نظري أبسط المناهج في العرض والتوضيح، وإن حاولت أن أجعل المحتوى واضحا بقدر الإمكان ، ذلك أني وجدتني أقف بين أمرين،  بين أن أختار طريقة مألوفة في دراسة الشعر: من خلال الإتجاه السياسي، أو الإتجاه القومي، أو الإتجاه .. غلخ، وبين أن أكون أقرب .. المواد المنشورة في روح هذه السلسلة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس، إلى روح الشعر الحديث من حيث اعتماده العمق النفسي و الفكري ، فاخترت الثاني، لأن النوع الأول من الدراسة يحيل الشعر إلى وثائق، دون أن يركز البحث حول فكرة أو أفكار معينة فيغذو أشبه بالعرض التاريخي و الوصف السطحي لمظاهر ، لا يعد الشعر أهم شواهدها أو وثائقها، وقد يكون المنهج الذي اخترته وثائقيا إلى حد ، ولكنه متصل بحقيقة التاريخ،  ومحمله الفكري أعمق ، والقدرة فيه على اكتشاف الفعاليات الفكرية والنفسية أرحب مجالا، ورغبة في تجنب " الوثائقية " المحض، وجدتني في الغالب أقف عند النماذج  التي أجدها ذات قيمة فنية في ذاتها إلى جانب ما قد يكون لها من قيمة " وثائقية " وكل باحث يعرف أن الشعر حين يستخدم وثيقة يستوي فيه الجيد والرديء، بل كثيرا ما تكون النماذج الردئية أكثر دلالة حين يستشهد بها، لأنها أكثر طواعية وأبعد عن " حذاقة " الفن ودقته، وقد كان هذا النهج الذي أخذت به نفسي ، مصدرا لصعوبة جديدة ، لا أعني بذل الوقت الطويل في الإنتقاء، وإنما أعني الصعوبة التي تقف عائقا دون تبسيط المراد.

وقد كان من حسنات هذا المنهج أنه يمكن القارئ من غدراك الركائز الهامة في مواقف الشاعر، وفي شعره، ولكن من سيئاته أنه يحجب تطور هذا الشعر، كما يجب التفاوت في مدى التطور، فهنا شعراء يؤخذون معا في نطاق واحد، دون إبراز شمولي للدور الحقيقي لكل شاعر، ولمكانته الصحيحة في تيار الشعر الحديث، كذلك كان في إخضاع هذا المنهج للإيجاز مأخذ آخر وهو الإكتفاء بذكر عدد محدود من الشعراء والأعراض عن ذكر ىخرين، والشعراء المعاصرون كثيرون، وإنتاجهم غزير، لهذا أجد أنه لا بد من القول بأن إغفال شاعر لا يعني عدم الإهتمام بشعره، أو الجهل بمكانته، ولكني إنما أقدم نموذجا وحسب..."

برنستون في 2 حزيران ( يونيو ) 1977

إحسان عباس


للتحميل إضغط هنا


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

المتابعين

جميع الحقوق محفوظة

مكتبة الجاحظ

2018

  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

من فضلك قم بتعطيل أداة مانع الإعلانات AdBlock لكي يسمح لك بالتحميل موقعنا لا يعرض أيَّة إعلانات ضارة أو مزعجة لك لذا نرجوا منك تعطيل AdBlock وقم بتحديث الصفحة